الخميس، 23 شتنبر 2010

زخات مطر






الليلة الخامسة على التوالي يخترق بصيص من ضوء الشمس سواد الليل ليجعل من السماء زرقاء مائلة للسواد. الساعة الخامسة تقريبا تغير طفيف بدرجة الحرارة يبعث للروح احساسا بأن زخات بسيطة من المطر ستتهاطل قريبا. اجلس في البلكونة  وامامي طاولة زجاجية صغيرة  اضع عليها الحاسوب وفي يدي سيجارة. المح من بعيد جاري سعيد وهو شخص لطيف ذو لحية خفيفة يقوم بالعمل ليل نهار لمساعدة أسرته المعوزة. وهو قادم من المسجد بعد ان ادى صلات الفجر. انه شخص طيب للغاية  تستطيع رؤية ذالك من خلال عينيه الصغيرتين بكل سهولة تظهر على ملامح وجهه قسوة الدهر عليه فقد ارتسمت على وجهه تجاعيد تخط وجهه وتظهره على انه شخص في الخمسينات من عمره غير انه في بداية التلاثينات  ورغم انه مثابر على الصيام والصلاة الا انه لا يفقه في الاسلام الا القليل يكره امريكا واسرائيل لأن الامام واصدقاءه في القهوة اخبروه انهم يقومون بقتل اخوانه في العروبة في فلسطين وفي العراق لكن ليس له اي نوايا شريرة  جعلني النظر اليه وهو يقترب افكر في ان هناك اشخاص كثر من أمثاله ذهبو ضحية جهلهم في العراق وفي أفغانستان أمريكا دولة عظمى حققت ما لم تستطع الكثير من الدول تحقيق نصفه هي الان تقوم بعمليات للقضاء على الارهاب يذهب ضحيتها الكثير من أمثال سعيد أشخاص كل ذنبهم انهم ولدو في بلدان اسلامية وجهلهم منعهم حتى من اكتساب آراء .هم يرون ان ما يقوله امام المسجد هو الاصح كونه في مرتبة قريبة من الله وعلى علم .هذا الامام الذي لا يستطيع ابراز الفرق بين البرمائيات والطيور يدعي العلم اينما حل وارتحل وهو ربما كذلك من ضحيا الجهل.


 فالاسلام اصبح بعد مرور كل هذه العقود عليه مصيدة يصعب على المرء التملص منها ان لم اقل يستحيل. أمريكا تقوم بشن حرب على كل من يهدد امنها القومي ولكن هل لها الحق في ذالك ؟ الم يكن من الافضل ان تقوم بتثقيف هؤلاء الناس اولا وتعليمهم فاذا تمسكو بما يدعى الجهاد ضد الكفار واصرو على ان يطبقو نواياهم عندها تشن عليهم حربا. ولكن تثقيفهم يستغرق وقتا اطول من قتلهم وسجنهم فتعليمهم يتطلب على الاقل مئة سنة لكي تستطيع  الدولة انجاب اجيال مثقفة. وفي خلال هذه المئة سنة ستذهب ارواح المئات من الابرياء الغربيين وهذا الشيء قد يضعف من شعبية الرؤساء ويقضي على مستقبلهم المهني.  فالارهابيون اكثر انتشارا وتغلغلا اكثر حتى مما تنظنه امريكا ولديهم نفوذ في كل مكان ويستطيعون السيطرة على المجتمعات العربية بكل سهولة .الذنب في ذلك يعود لكبار السياسين العرب فهم يتركون مجتمعاتهم جاهلة ليتمكنو من السيطرة عليها ولكن من يسيطر عليها في النهاية هم مشايخ الدين. تذكرني حالة العرب حاليا بالقرن الثامن عشر والتاسع عشر في  اوروبا حين كانت الغلبة للمسيحية. الاديان بصفة عامة غالبا ما تظلم فئة من المجتمع وغالبا ما تكون هذه الفئه الفئة الاضعف.




 الحل بنظري هو اجتماع للأمم المتحدة تقرر فيه اعتماد العلمانية كنظام موحد في العالم والقيام بحذف كل آيات الجهاد في القرآن ومنع ذكرها في المساجد حتى لا يعرفها البسطاء ولا يطبقوها فبهذه الطريقة سنقوم بعزل الارهابين وسجنهم ومعالجتهم نفسيا فجلهم يعانون من انفاصم في الشخصية . ومن ثمة نقوم بتثقيف البشر واعتقد انه في ظل 25 سنة واذا اطلقنا العنان للملحدين وللمتفتحين دينيا ليقومو بنشر افكارهم في كل مكان في التلفاز وفي الشوارع وفي الانترنيت سنقضي عل كل فكر ارهابي في العالم وسنتفرغ لاشياء اعظم من ذالك ولكن هذا الحل لن ينفع مع دولة مثل ايران فهي لا تهدد امن اسرائل وامريكا فقط بل تهدد امن العالم بأسره فبامتلاكها للسلاح النووي ومع تعنتها الديني ستجر العالم الى حرب عالمية اخرى مثل ما فعلت المانيا في ما مضى وامتلاك اسرائيل كذالك لهذا السلاح سيجعل العالم في مأزق.





 بدأت اشم رائحة المطر تنطلقت زخات خفيفة من المطر بعد ان اصبحت السماء ملبدتا بالغيوم مما جعلني ادخل غرفتي واطفئ السيجارة.  دخلت للمطبخ وقمت باعداد كوب من القهوة بسرعة لتبعث في رائحتها نفسا جديدا للحياة .جلست امام الحاسوب مرتا ثانية ولكن هذه المرة بداخل الغرفة وبجانب النافذة لأكمل التعمق في هرطقاتي الجنونية فالاسلام وحده لا يشكل خطرا على العالم بل اليهودية كذالك لا تقل شرا عن الاسلام اما عن باقي الديانات فقد قامت العولمة والتقدم الفكري بنزع انيابها وجعلها مجرد طقوس احتفالية تبعث بالفرحة في قلوب الصغار والكبار تكمن خطورة الاسلام واليهودية بتشبث معتنيقيها بأصغر التفاصيل فيها وتطبيقهم لتعاليمها دون الاستناد الى اي مجهود فكري او اخلاقي ويبرز ذالك عندنا في جرائم الشرف التي ترتكب كل يوم الشرف الذي على الاقل في زمن الرسول كان اكثر عدلا فقد كانت عقوبة الرجل هي نفس عقوبة المرأة بينما في عصرنا هذا المعاقب الوحيد هو المرأة اما الرجل فله الحق بفعل ما يشاء بعضوه. لا اعرف ما الجدوى من معاقبة الزاني بالموت كيف لك ان تعاقب شخصا  مارس الجنس بعد ان عنى من كبت شهواته بينما الآخرون يستمتعون مع اربع نساء او أكثر .وصدقوني لو منعت أقوى الشيوخ ايمانا من الجنس لأربع سنوات متواصلة لزنا. العدل غائب تماما في البلدان العربية ويزيد غيابا كلما اقتربنى من اصل الشرور. السعودية اكثر دول العالم تخلفا وهمجية رغم كل الثروة البترولية التي تملكها


لم تنجها اموالها من التخلف العقلي الذي تعيش فيه وأنا لا ألوم احدا من شعبها بل من ألومهم هم سادتها و أمراؤها الذين يقومون بمنع كل معلومة قد تجعل الشعب يستفيق ولكنهم لن يتمكنو من هذا طويلا فالناس المثقفة يصعب حجب المعلومات عنهم ويصعب حتى التحكم فيهم وسيكون العزيز  حميد العنزي بداية لاستفاقة الشعب السعودي ولكنني اعتقد انها ستكون الاخيرة بين الدول العربية.


 فهناك دول اما استفاقت واما في طريقها لذالك فتونس مثلا قد تحررت من شبح الاسلام والمغرب اصبح يحوي عدد هائل من الملحدين  العائق الوحيد امام المغرب هو ارتفاع نسبة الامية التي تصل الى 40/100 وما ان يقترب هذا الرقم من الصفر حتى يزداد عدد المثقفين وبتزايد ذالك يزداد عدد الملحدين اتمنى ان يسلك المغرب الطريق الذي سلكته تونس  فبذالك لن يعاني من الخروج من بوثقة الاسلام والطريق هو تعليم الناس واتخاذ اجراءات صارمة مع المتشددين دينيا وصدقوني اي دولة تخرج من الاسلام سيساهم ذالك بتقدم مذهل في انضمتها  وسيقضي على طواغيت السياسة لأن المسلم غالبا  ما يهتم بشوؤون الآخرة وتقتصر دنياه على الأكل والشرب وممارسة الجنس دون ان يحرز اي تقدم في ميدان من ميادين حياته ولكن حالما يعرف انها حياة واحدة فقط التي سيعيشها لن يترك اي فرصة تتاح له لتحسين اسلوب حياته.  تنطلقت اشعة الشمس لتبعد الغيوم وتوقف المطر  وتبعثت لي باقة مختارة من اجود خيوط اشعتها لتقوم بتدفئة وجهي وجعلي استفيق من جنوني.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق