من شهور وانا واقع في الحب, لا ادري ما الذي حل بي؟ و إلى أين ستؤول بي الأحوال؟ كل ما اعرفه هو أني عندما أراها اشعر أني في جنة بكل معنى الكلمة, غارق في نهر من نبيذ احمر يكاد يكون طعمه ألذ ما شربت من خمر, نمت على ضفتيه أشجار كرز مثمرة بحبات اشتدت حمرتها حتى مال لونها للسواد, أشعر أني جاث على ركيبتي في هذا النهر, نهر الحب, أحاول أن أقف فيه لأتمكن من السباحة ,لكن الأمر يبدو مستحيلا ثم أدرك أني شربت منه الكثير لدرجة أن دمائي باتت من نبيذه و عقلي أصبح مجرد كتلة متجمدة من سائله

ربما لن تكون هذه إلا مجرد كلمات للبعض, ربما يتمكن البعض من فهمها أو ربما أصبت بالجنون؟ ولكن المهم لدي أني عندما انظر في عينيها أدرك أن كل نظريات العلوم تنهار تحت قدميها, أدرك أن العلماء كانوا وما فتؤو يهرطقون عن كيفية نشأة الكون فلا كون بدونها ولا حياة إلا معها , اذا ما حدث و لمست أناملها يدي فاني اعلم أن جسمي يندمج مع جسمها بل يصبح مجرد عضو من أعضاء جسمها تحركه على هواها فهل سيصبح الملك تابعا لها ؟ و اقضي على كبريائي والى متى سأستمر صامدا العب دور الحكيم الهادئ؟
أتوجه لسريري لأنام ,بمجرد أن أغمضت عيني ومن دون سبب بدأت في التخيل, أرى نفسي في قصر جالسا على عرش لكني لوحدي, أحاول البحث عن احد لأكلمه, لكني لا افلح في ذالك, اسمع صدى موسيقى آتية من بعيد, أتوجه إلى نافد صغيرة زخرف إطارها لتبدو كإطار لوحة قديمة, أرى قرية بعيدة تقام فيها حفلة حضرها الكثيرون ربما الجميع , يخالجني شعور غريب لم اعهد مثله, أتوجه مسرعا إلى عرشي ,أحطمه ثم أحطم قناع الملك الذي ألبسه ,اخرج هاربا من قصري ,التفت إليه واجده قد بدا في التلاشي ,لاكني استمر في الركض و من دون سبب الى ان اصل الى الحفلة, ادخل بين الحشود أرى الكثير من الرجال والنساء, ارتطم بأجسادهم وجوه ترتدي أقنعة, أحاول استفسارهم عن مكانها ولكنهم لا يرونني لا يسمعونني, اشعر بالتعب الشديد والدوار ,ارغب في العودة إلى قصري ,لكني أخاف ألا أجده, المح زقاقا ضيقا ينبع من خلفه نور ابيض قوي, التجأ إليه علي أجد فيه بعض السكينة ,ارتمي على احد جدرانه,أرى أمامي حاوية قمامة كبيرة يظهر خلقها شيء ابيض خشبي ,استخرجه بصعوبة من خلفها فإذا به قناع, قناع ناصع لا يحمل أية هوية به فتحتان للعينتين وواحدة للفم ومثلها للأنف, أضعه على وجهي فذا به يلائمني تماما. ارتديه واخرج للحشود مرة ثانية, اشعر هذه المرة أنهم تمكنوا من رؤيتي, استفسرهم عن مكامنها فيبتسمون بصمت, اشعر بتعب شديد ولكني مصر على إيجادها فهل ستسنح لي الفرصة لذلك؟ لا يهمني سأبحث عنها حتى آخر رمق